على أكتاف الوجع

هنا
قَطَعتُ المشيمة التي تربِطني بها
هنا
وُلدت من جديد بمخاض آهاتها
هنا
سأكون الوَلد العاق لتِلك َ الأم
هنا
سأقتادها على كُرسي المقعدين إلى دار العجزة
هنا
سأعيش ُ وحيدا ً .. دونها .. دون الحياة

Saturday, December 25, 2010

نافذة وَجَع



كُل النوافذ تٌغلق ..

وتوصد أقفالها حتى لا نتسرب ..

أوليس هذا الحديث الذي أدمنتي سماعه ..؟

أوليس هذه حكاياتهم عن ماخلف النافذة ..؟

ألم يطل عليك ِ يوما ً شعور الإغتراب ..

يلوِّح لك ِ من بعيد ..

مُمسكا ً باقة زهور وإبتسامة على مُحياه ..؟

ألم تقٌل لك ِ بعض ُ المراهقات ..

تبا ً أما زِلت طفلة ..

تعيشين بكنف والدتك ِ ..

وتختبئين خلف ظلال والدك !!؟

ألم يلاحِقك إحساس الأميرات ..

الناعسات النائمات على جُفن الحلم ..

المُرتقبات لفارس وحِصان أبيض وقُبلة !!؟

ألم يراودك ِ طيف قطار مُسرع ..

يُسابق العُمرَ وقد لا تلحقين به ..

فتوقتين الساعة على أول رحلة !!؟

ألم تُمسكي ببطاقة دعوة إلى زفاف ..

وتضغطين بأصابعك على إسم باهية تلك الليلة ..

وتزُفين نفسك ِ إلى تِلك الدعوة ؟

ألم تغتالك ِ تِلك السطور يوما ً ..

وأنت ِ تهمين بإغلاق النافذة ..

وقد وضعتي إصبعيك ِ بأذنيك ِ ..

حتى تبتعد احاديثهم وحكاياتهم !!؟

.

.

كُل النوافذ تٌغلق ..

وتوصد أقفالها حتى لا نتسرب ..

أوليس تِلك جملتك ِ المأثورة ؟!

أوليس هو ماقلتيه وأنا أقف وراء النافذة ؟!

ألم تعلمي أن بأن ورقة التوت تسقط بالخارج / ولا أحد هناك يوّد إلتقاطها فتأخذها الريح إلى أرض لا بوصلة لها ولا إتجاهات فتموت ؟

ألم تعلمي أن الطائر الجريح وقع أسفل عشه / ولا أحد هناك يُمسكه بكلتا يديه ويدمل جراحه ويرفعه إلى أعلى كي يستطيب ويحلق من جديد ؟

ألم تعلمي أن العجوز أوقع عصاه آخر الطريق / ولا أحد هناك يُعطيه عصاه لكي يستند عليها ويُكمل المسير إلى أرض المقبرة !!؟

ألم تعلمي أن طِفلة صغيرة أضاعت منزلها / ولا أحد هناك يُشير إلى ذاك البيت في زمن تشابهت به كُل البيوت ليست سوى جُدران ونوافذ مُغلقة ؟

ألم تعلمي أن المزن تعتصر ألما ً فتبكي / ولا أحد هناك يفتح ذراعيه لإلتقاط ماء السماء سوى أشجار توت تنمو كلما صب الدمع على الأرض ؟

ليس هناك سِوى أشجار توت ..

تسقط الورقة ..

تأخذها الريح ..

فتموت !!

.

.

كُل النوافذ تٌغلق ..

وتوصد أقفالها حتى لا نتسرب ..

أوليس َ المكان مُظلم بالداخل ؟

أوليس َ البؤس مُعتم ؟

ألم تُمسكي بمنديل أبيض وتكفكفي بعض الدموع / حيث ُ يقطن الجميع أمام نافذتك ِ وأنت ِ الوحيدة خلفها تضوين ليلة ألم ، قناديل َ وشموع ؟

ألم تحبسك ِ الوحدة بين أربعة يُسمى كل إحداها حائط / وأنت ِ لا تُجيدين سِوى ضرب رأس الأماني بحيطانها علك ِ تُفرغين القليل مما بك ِ ؟

ألم يختلي بك ِ الألم دون عباءة والدتك ِ وظلال والدك / ويَفعل ُ مايشاء بعذريتك ِ وأنت ِ صامتة بحجة الخوف من أن تتصدع الجدران فتنطق فضيحة ؟

ألم يعتصرك الوجع حد الإختناق / وأنت ِ تناجين الروح كي لا تُزهق على ناصية فجر ٍ جديد قد تتبدل به الأحاديث وتُفتح النوافذ ؟

هل لك ِ أن تُطلقيها ..

بأعلى الصوت ِ قوليها ..

لست ُ خائفة ..

تبا ً لعباءة أمي ..

وظلالك َ الوارفة ..

سأفتح نافذتي ..

سأزفر ُ وجعي ..

سأسميها كما أشاء ..

نافذة وجع ..

فلتسمعني السماء ..

.

.

سيدتي ..

الكون يتسع لنا جميعا ً ..

لا تقفلي النافذة ..

أنا من حاكيتُك ِ عمرا ً وراءها ..

وأهديت ُ لك ِ الحب شعرا ً ..

والنثر قمرا ً ..

سآخذ بيدك ..

وأعلمك ِ أول خطوة ..

وآخر نزوة ..

ونافذة وَجَع ..

همسة :

هل الرجال ذئاب .. أم الذئاب رجال ؟

زفرة :

بعض من خلف النوافذ .. أفاعي

نافذة وَجَع ..

تفتحينها ..

بعد أن يأكلك ِ الذئاب ..

ويتبقى منك ِ فقط ..

وَجَع ..

خالد [

1 comment:

Anonymous said...

.
.

وحين تفتح ..
ما الذي سنجده ؟

نعم الكون يسعنا جميعاً ..
لن يأخذ أحد حيّز أحد آخر ..
لكن ما الذي نبحث عنه في كل هذا الاتساع ..!
أنفسنا .. أم من يرمم الشروخ والتصدعات التي بها ؟


خلف تلك النوافذ المغلقة ..
قد يكون هناك اتساع اكبر من الكون كله ..
اتساع نصنعه بأنفسنا .. نتحكم به كما نشاء ..
ندخل به من نريد .. متى نريد ..

خالد ..
عن اي انغلاق تتحدث !
النوافذ المغلقة بالاغلال والاقفال ..؟
أم النفوس المغلقة والمحصنة بالمتاريس كي لا يجتازها الا من يستحق ؟

الأولى عوامل الزمان ستحطمها ذات يوم ..
أما الثانية لن يحطمها سوى شخص نحن سمحنا له بالعبور ..
ليتنشلنا من عمق الظلمة التي ادخرنا انفسنا به .. بانتظاره ..
وهذا الشخص اما أن ينتشلنا إلى الضوء \ يتركنا في ظلمة اشد منها ..

أتعلم ..
أسوء ما يكون خلف أي انغلاق منهما ..
هو الحاجة ..

الحاجة للتنفس .. لتغلغل هواء مختلف عن الذي نستنشقه كل يوم .. له رائحة مختلفة ليس كالياسمين \ الزنبق \ الجوري
رائحته مشبعة بأنفاس من نحب او بدونها .. المهم ان يكون مختلفاً .. وان كان ذلك مجرد وهم ..
لكنه يكفي .. ان يكون هواءاً مختلفاً يكفي لنحتاج تنفسه ..

الحاجة للتحرر .. من كل شيء .. انفسنا وقيودها ..الآخرين وكل ما يربطنا بهم ..
لنعيش يوماً واحداً فقط .. لا نفكر به بشيء .. او نهتم بشيء ..

أتعلم ..
ما هو أسوأ من كل ذلك ..
أننا لا نستطيع اغلاق نافذة وحيدة .. لأن جزءاً كبيراً منا يقبع خلفها ..
لكنه بعيد .. بعيد جداً .. بحيث أننا لا نستطيع جذبه \ التقاطه .. ووضعه بجانبنا واغلاق تلك النافذة للأبد ..

لتبقى تلك النافذة
وجعاً ..

يتسرب لأنفسنا دوماً ..
ولا تفلح أي اقفال في مجابهته ..

\
/
\

عذراً على تشويه جمال مقالك بهذه الخربشة ..

دمت بود ..

= )

.
.