على أكتاف الوجع

هنا
قَطَعتُ المشيمة التي تربِطني بها
هنا
وُلدت من جديد بمخاض آهاتها
هنا
سأكون الوَلد العاق لتِلك َ الأم
هنا
سأقتادها على كُرسي المقعدين إلى دار العجزة
هنا
سأعيش ُ وحيدا ً .. دونها .. دون الحياة

Wednesday, January 26, 2011

نموت ُ أحياء



نموت ُ أحياء يا صاحبي ..

نموت ُ أحياء يا صاحبي ..

إلى ذاك المُتعجرف الذي يقف بآخر الرواق
يبتسم إبتسامة خُبث ويدير وجهه عنا في لحظة الغرق
نختفي بأكملنا سوى يد تخرج من وسط ضوضاء البقاء
تمُد جسدها وتشق أنفاسها كي لا تغرق مُتعلقة ً بطرف الأماني
عل ّ أن يُشفق عليها مُتعجرف آخر
لكن
لا يعطِف ذاك
ولا تحِن ُ تِلك
بل تئن جارفة ً سُقياها علينا
هكذا نغرق نحن
وهكذا يذهبون هم

للمُغفلين ..
تِلك كانت العين
ذاك كان القلب ، الزمن ، ورُبما القدر
هكذا يا صاحبي
نموت ُ أحياء

.

.

يُقال بأن خير الأمور ..

أوسطها ..

لم أفهم مُرادها يوما ً ..

إلا حينما وقعت بالحُب ..

فهو َ من ترك لي حُرية الإختيار ..

تركني أستخير فيما بينهم ..

هكذا هو الحُب يا صاحبي ..

يُهديك مايشاء ..

يجعلك َ الحاكم هناك ..

بمملكة خاصة بك َ أنت ..

تأمر وتنهي ..

تهدم وتبني ..

لهذا تُبجل مُعظم النساء الحُب ..

لأنه يهديك َ يا صاحبي حُرية الإختيار ..

للمُغفلين ..

الحُب يهدينا ثلاثة خيارات ..

الرحيل .. الفراق .. الوداع ..

وخير ُ الأمور أوسطها !!

هكذا يا صاحبي
نموت ُ أحياء !!

.

.

لست َ وحدك هناك ..

على طريق سريع ..

تُخبيء خلفك َ حقائب العودة ..

حتى لا يُشفق عليك العابرون ..

كُلنا إعتدنا أن نكون َ هناك ..

نشاهد ُ بعضنا دائما ً ..

وكُلنا نُخفي حقائب العودة ..

نُلوح ..

نبتسم ..

ولا أحد فينا يقل ُ الآخر ..

هكذا هُم النُبلاء ياصاحبي ..

أقول ُ دائما ً ..

بأن صديقك ..

من يحفظ نفسه عن أسرارك ..

بالإبتعاد عنها ..

للمُغفلين ..

النُبلاء ..

هم من يآثرون الصمت ..

في زمن كثُر به المُغفلون ..

هكذا يا صاحبي

نموت ُ أحياء !!

.

.

لا أحد يضحك معك هذا الزمان ..

بل الجميع يضحك عليك ..

كمُغفل كوميدي ..

يُريد إيصال رسالة هادفة ..

ويُحرك مشاعر مُتشدقين كُثر ..

إكتضوا في قاعة المسرح ..

تتعالى أصواتهم ..

يظن ُ هو َ بأنهم يضحكون معه ..

لكن هل تشعُر القلوب الميتة ياصاحبي ؟

كُلهم هناك يضحكون عليه ..

وسُرعان ماتنتهي نوبة الضحك ..

يُديرون أظهرهم ..

ويرحلون ..

للمُغفلين ..

كثرة الضحك تُميت القلب ..

هكذا يا صاحبي

نموت ُ أحياء!!

.

.

لا تحتفظ بأحد ..

فلن يحتفظ بك أحد ..

لا تُصدق بأن هناك من ينتظرك ..

ولا تغرك كثرة السؤال يا صاحبي ..

نحن ُ لسنا سوى " كومبارس "

في فلم نعيشه بأكمله ..

كُل أجزاءه ..

بل نحمل تفاصيله على أكتافنا ..

ونجول به أرجاء الخيالات ..

لنُصدم بالنهاية ..

بأننا كنا كل شيء ..

ماعدا أن نكون ..

أبطال ذاك الفلم ..

هكذا هُم ياصاحبي ..

يبنون حياتهم على كاهلك ..

ويُهدونك شريط الفلم لتعاود مشاهدته ..

لكن هذه المرة ..

وحيدا ً ..

للمُغفلين ..

الفلم من إخراج البشر ..

وليس القدر كما تزعمون ..

هكذا ياصاحبي ..

نموت ُ احياء !!

.

.

همسة :

شكرا ً العازف الوحداوي .. كتبتها من مُخيلتك ..

زفرة :

للمُغفلين .. " أشششششش " .. حاذروا فقط ..

ياصاحبي ..

رُبما لن أعود لأكتب لك ..

خبئها مع حقائبك ..

خالِد [

1 comment:

Anonymous said...

.
.

أتعلم ..
أسوأ ما يمكن أن يمر بك في هذه الحياة..
هو الموت حيّا ً ..
فبعد ذلك يتوقف كل شيء ..
او بالأصح ..
نتوقف نحن ..
لا نتذوق الاشياء كما السابق ..
لا نشعر بالاشياء كما السابق ..
لا ننظر للأشياء كما السابق ..

نفتقد الألوان ..
في احاسيسنا وبصرنا ..
نعم نراها فلم نصب بالعمى ..
لكن ..
تكون باهتة ومقيتة ..

بعد ذلك الموت..
فقط نشتاق ..
لما قبل موتنا أحياء ..

\
/
\

هل للموت "أحياء" مراحل ..؟
لا تضحك ..
أسأل بجدية..
الموت هو الموت نعم ..
لكن اذا متنا أحياء مرة ..
هل يعني ذلك اننا لن نموت مرة أخرى ؟!


عذراً على تشويه جمال صفحتك ..
نسختان هنا وهناك ..

= )

.
.