على أكتاف الوجع

هنا
قَطَعتُ المشيمة التي تربِطني بها
هنا
وُلدت من جديد بمخاض آهاتها
هنا
سأكون الوَلد العاق لتِلك َ الأم
هنا
سأقتادها على كُرسي المقعدين إلى دار العجزة
هنا
سأعيش ُ وحيدا ً .. دونها .. دون الحياة

Saturday, May 7, 2011

وَرَحَلَتْ


لا تتركني ..

أقلها حتى تنقضي هذه الأيام ..

هكذا صَبت كلماتها في مسمعي ..

لم أُتقن تفسير تِلك الكلمات إلى الآن ..

ولكن في حديث هذه الليلة كانت كالآتي ..

لا تتركني ..

أقلها حتى يأتي موعد فُراقنا ..

حيث ُ أكون بأبهى حِلة ..

وأستقبل ُ رجلا ً كُنتُ أتمنى أن يكون أنت ..

وتكون َ أنت أحد المدعوين لذاك الحفل ..

ستحض َ بمشهد من خلال مصافحتك لرجُلي ..

سأحتفظ بذاك المقطع وأعتني به جيدا ً ..

تأكد دوما ً بأنك َ ستبقى هنا ..

حيث ُ إن توقفت أنت عن النبض ..

سأتوقف أنا عن الحياة ..

أليس هذا هو حديث هذه الليلة سيدتي ؟

أعلم بأنك ِ تغُطين في نوم ٍ عميق ..

لهذا لا أنتظر ذاك الجواب أبدا ً ..

بل كُل مايدور في هذه الليلة ..

يبدأ هنا " حيث أشير إلى رأسي "

وينتهي هنا " حيث أشير إلى القاطن بالجهة اليُسرى من الصدر"

.

.

سيدتي ..

في كُل يوم بالساعة العاشرة إعتدتي أن تُشاهدي التلفاز لمتابعة إحدى المسلسلات وحينما إنتهى ، ذكرتي بأنك ِ ستفتقدينه / ألم تسألي نفسك ِ كم ساعة كُنت أشاهدك ُ بها ؟ وكم سأفتقدك ِ حينها ؟

صديقتي ..

أحيانا ً أشعُر بأني أختنق ، وعلى الرغم من ذلك لا أستطيع أن أتجرأ وأفرغ مابي من ألم ، فقط شعوري بأنك ِ هنا كان يُشعرني بالطمأنينة / ألم تُراودك ِ الأسئلة إلى أي طمأنينة سأتكيء عليها ذات يوم؟

أمي ..

أدرك حتما ً قدر ما تتكبديه من معاناة ، وأدرك حجم الألم الذي يغتالك ِ حينما تهب ُ رياح صداعك ِ النصفي ويتساقط ماء عينيك ِ رُغما ً عنك ِ / ألم تزورك ِ عوارض تصدع اللقاء وألم البقاء ناقصا ً نصفك ِ الأخر ؟ هل يُخفف منها حبتي " بندول "؟!

أختي ..

يوم من الأيام ، ستتكالب علي ّ هذه الحياة ، سأضطر لأن أكتُب من جديد لكن من دون أن أشعر بأن هنالك شخص ينتظرني أن أكتب / ألم تشعري يوما ً بأنك ِ ستعودين إلى ديارك ِ وموطنك ِ لكن من دون أن يستقبلك ِ أحد لا بالمطار ولا بالدار حيث ُ تعُدين مفاجأة العودة ؟

حبيبتي ..

في وطن إسمه " الحُب " لا توجد حدود فراق ، لكن نحن نلتقي بآخرين يُحِبون غيرنا ، ونُحب غيرهم فنختارهم ببساطة / ألم تقتنعي يوما ً بأن "لا" التضحية تختلف جذريا ً عن "لا" الحاجة ؟ تماما ً كـ هل توافقين "لا" ، وكـ "لا" تتركني ..

.

.

سيدتي ..

أوراقُ عُمري تَمضي سريعة ..

لم أعد قادرا ً على أن أتشبث بورقة تَخُصك ِ ..

فكُل شيء تركتيه هنا يُدير ُ وجهه عني ..

كُلما أعدت ُ السؤال عن وُجهتك ..

لا أحد يُجيب ..

والله لا أحد يُجيب ..

بل كُل شيء تركتيه هنا يُدير ُ وجهه عني ..

ويرحل !!

.

.

إمرأة غيري ..

لا أعلم إلى أي قدر سأدفن نفسي بك ِ ..

ولا أعلم كم سأبقى وأنا أحتضر برحيلك ..

ولا أعلم متى سأعيش مع غيرك ِ دون أن أموت َ بك ِ ..

لا أعلم صدقيني مدى ما سأتكبده كُل ذات ليلة لا توجَد بها أنفاسك ِ ..

ولا أعلم كم سيهديني العُمر لأبكي كُل يوم ٍ دونك ِ ..

ولا أعلم كم مرة سأخطيء وأنادي إمرأتي بإسمك ِ ..

ولا أعلم بأي إبتسامة سأقابل بها أقاربي / أصحابي ..

ولا أعلم بأي صورك ِ سأشاهد إمرأتي تجلس أمامي ..

كنت ُ دائما ً حائرا ً معك ِ ..

أتيه ُ بتفاصيلك ِ كُلها ولا أصل ُ إلى طريق يؤدي إلى منزل يجمعنا ..

لم يكن هنالك إلا شعور ينتابني بأنه هناك من سيلتقطني حينما أسقط ..

والآن أنا حائر ٌ دونك ِ ..

أي كفن سألتف به ..

دُليني فقط وإرحلي ..

أي كفن سألف ُ عمري به !!

.

.

يُقال ..

بأننا حينما نولد نشاهد شريط حياتنا بأكمله يمُر سريعا ً ..

أتذكر تفاصيل كثير من المشاهد بحياتي ..

إلا أن تكوني أنت ِ لآخر َ غيري ..

ويُقال ..

بأننا حينما نموت نشاهد شريط حياتنا بأكمله يمُر سريعا ً ..

سأحاول أن أسترق َ ذلك المشهد ..

وأرى هل كنت ِ بالفعل لآخر َ غيري ؟!

.

.

رحل الشتاء ..

ورحل القمر من السماء ..

وَرَحَلَتْ ..

همسة:

لكُل منا حبيب لم يلده النصيب !!

زفرة :

أحبك ِ لآخر نفس

خالِد[

No comments: